كتبت – نوريهان سيف الدين:
”وحوي يا وحوي إياحا.. وكمان وحوي إياحا” .. أنشودة رمضان الخالدة التي كبرنا جيل بعد جيل نرددها مع مطلع شهر رمضان الكريم ونحن نحمل الفوانيس ابتهاجا بفرحة رمضان.. و لكن ماذا تعني ”وحوي”.. ومَن هي ”إياحا” التي يتغنى بها المصريون جيلا بعد جيل ؟.
تبدأ القصة قبل 3700 سنة حين غزا الهكسوس مصر بجحافل جبارة، واحتلوا الشمال والشرق، وتحصّن ملوك مصر بالجنوب.
استمر الذل حتى ظهرت ”إياح حتب” زوجة الملك ”سقنن رع”، ويعني اسم ”إياح” ضوء أو جمال القمر، وراحت تحثه على الجهاد، ولما أرسل له ملك الهكسوس يطلب إسكات أفراس النهر التي تزعجه في منامه، رد عليه المصريون بإعلان الحرب.
قادت ”إياح حتب” الجيش، ولما استشهد زوجها جهزت ابنها ”كامس”، فلما استشهد أعدت ابنها ”أحمس”، وبعد سنوات من القتال انهزم الهكسوس وطادرتهم ”إياح” حتى فلسطين.
وخرج الشعب حاملا المشاعل في استقبال السيدة التي قدمت زوجها وابنها البكر فداء للوطن ولم تكن لتبخل بالثاني، ويعلو الهتاف للملكة: ”وحوي وحوي إياحا” – أي أهلا يا قمر!.
وهكذا كرّمت مصر الملكة ”إياح” بعد مماتها، بأن يتردد اسمها على ألسنة المصريين على مر العصور وحتى اليوم بعد أن أنقذت أم الدنيا .