دكا (ا ف ب) – اغلقت المدارس والمتاجر والمكاتب ابوابها الاثنين في انحاء بنغلادش في اليوم الثاني من الاضراب العام الذي دعا اليه المحتجون الاسلاميون فيما قتل ثلاثة محتجين اخرين في اسوأ اعمال عنف تشهدها البلاد منذ استقلالها.
وذكرت الشرطة ان ثلاثة اشخاص قتلوا في اشتباكات في جنوب وشمال غرب البلاد في احتجاجات متواصلة على الاحكام التي صدرت بحق زعماء اسلاميين ادينوا بارتكاب جرائم حرب ما رفع عدد القتلى الى 80 منذ 21 كانون الثاني/يناير.
وقتل 64 من هؤلاء منذ الحكم بالاعدام على نائب زعيم الجماعة الاسلامية، اكبر حزب اسلامي في البلاد، الخميس.
وصرح مسؤول الحكومة المحلية حسين شوكت لوكالة فرانس برس ان حرس الحدودفي بلدة كولاروا الجنوبية قتلوا شخصين عندما حاولت مجموعة من نحو 1000 محتج مهاجمتهم بالعصي والطوب.
وفي بلدة اولابارا الشمالية الغربية، قتل احد المحتجين اثناء نقله الى المستشفى بعد ان اصيب عندما اطلقت الشرطة النار على مئات الاسلاميين الذين طالبوا بوقف محاكمات الزعماء الاسلاميين.
كما القى محتجون قنبلة حارقة قرب فندق يقيم فيه الرئيس الهندي براناب موخيرجي في دكا.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته ان “محتجين القوا قنبلة حارقة قرب بوابة الفندق الذي يمكث فيه الرئيس الهندي”.
الا انه اكد انه لم يصب احد باذى وان الرئيس سيواصل زيارته الرسمية لذلك البلد التي بدأت الاحد وتنتهي الثلاثاء.
ولم يتضح ما اذا كان الرئيس الهندي متواجدا في فندق سونارغاون اثناء القاء القنبلة.
واندلعت الاشتباكات في انحاء البلد الفقير بعد الحكم بالاعدام على دلوار حسين سيدي نائب زعيم الجماعة الاسلامية الذي يعد من اهم وجوه المعارضة وادين بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال في 1971.
وادين المتهم السبعيني، بثماني تهم من بينها القتل والاغتصاب واجبار هندوس علىاعتناق الاسلام اثناء الحرب الدامية في 1971 بين بنغلادش وباكستان التي كانت دكا تتبعها تحت مسمى باكستان الشرقية.
وشكلت المحكمة كذلك من دون اي مشاركة او اشراف للامم المتحدة عليها، وهي متهمة بانها صنيعة السلطة لدوافع سياسية لا سيما ان اغلبية المحاكمين ينتمون الى المعارضة. من جهتها، تؤكد الحكومة ان هذه المحاكمات ضرورية من اجل طي صفحة حرب الاستقلال.
ودعت الجماعة الى اضراب لمدة يومين بدأ الاحد في جميع انحاء البلاد احتجاجا على الاحكام وعلى قتل المحتجين من قبل الشرطة، وادى الاضراب الى شل البلاد جزئيا.
واغلقت المدارس والشركات والمتاجر في انحاء البلاد في اليوم الثاني من الاضراب.
وكان الطريق الرئيسي الواصل بين دكا وثاني مدن البلاد شيتاغونغ شبه مقفر الاثنين، كما خلت الشوارع الداخلية من السيارات.
وجرى تعزيز الاجراءات الامنية في جميع انحاء البلاد خاصة في دكا حيث انتشر نحو 10 الاف من رجال الشرطة وعناصر من كتيبة الرد السريع الاثنين.
واغلق الاسلاميون طريقا سريعا يؤدي الى منطقة كوكس بازار السياحية حيث علق مئات من الاشخاص الذين يقضون عطلا وبينهم اجانب الاثنين.
وقال رئيس شرطة المنطقة ازاد مياه لوكالة فرانس برس انه رغم ان اكثر من ثلاثة الاف سائح تمكنوا من مغادرة المنطقة الخميس، معظمهم من خلال المطار المحلي، لا يزال 700 غير قادرين على المغادرة.
وذكرت الشرطة ان الاشتباكات الاخيرة كان وراءها شائعات بان صورة وجه دلوار سيدي ارتسمت على سطح القمر، ما دفع الكثير من الاسلاميين الى التاكيد على براءته.
وقال مفتش الشرطة شمس الحق “بعض الائمة استغلوا هذه الشائعة لحشد القرويين ضد الشرطة”.
وحظرت الحكومة التظاهرات والتجمعات في اربع مدن كبيرة في الشمال على الاقل لاحتواء العنف.
وادت محاكمة اكثر من عشرة من زعماء الجماعة الاسلامية وحزب بنغدلاش القومي المعارض الى فتح جروح قديمة وقسمت البلاد، حيث تتهم المعارضة الحكومة بمطاردتها.
وتنفي الحكومة، التي تقول ان حرب 1971 ادت الى مقل ثلاثة ملايين شخص، هذهالاتهامات وتتهم زعماء الجماعة الاسلامية بانهم كانوا جزءا من ميليشيات موالية لباكستان ارتكبت معظم الفظائع خلال الحرب.
وتشير تقديرات مستقلة الى ان الحرب اسفرت عن مقتل ما بين 300 و500 الف شخص.