كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي اَلرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفهاالابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.
يبدو أنها موضة جديدة، الصحافيون ابتدعوها، وهي تتعلق بالاحتفال.. يجب ألا تحتفل حين تكون الأول في صفك، احتراماً لمشاعر زملائك!
في يوم ما، رفض باتيستوتا لاعب روما الاحتفال حين سجل في مرمى فريقه السابق فيورنتينا، كان أفضل هداف في العالم يومها، وسجل هدفاً رائعاً فصرخ المعلق قائلاً “وهانت عليك العشرة؟”، باتيستوتا لم يحتفل.. وبكى! كان موقفاً مؤثراً، فباتيستوتا كان رمزاً لفيورنتينا، وارتبط بأهل فلورنسا الذين بنوا له تمثالاً، فهو نجمهم الأول لما يقارب العقد! ومن حسن حظه أنه قفز من هذه السفينة، وإلا لما ذاق طعم الفوز بالدوري الإيطالي في حياته.
الآن ظهرت تصريحات غريبة بفضل الصحافيين، فهم من يوجه الأسئلة والنجوم يجيبون، فقال رونالدو إنه لن يحتفل إن سجل في مرمى مان يونايتد! هل تعتقد يا كريستيانو إنهم يبالون باحتفالك، وأن روني سيعاني من الأرق لأن حبيبه رونالدو احتفل ضده؟! عموماً رونالدو عاد إلى عقله، وقال قبل مباراة الإياب “سأحتفل إذا ما أحرزت هدفاً، لكن لا أعرف بأي طريقة”. الآن أنت رونالدو الذي نعرفه، يقول الحقيقة دائماً، ولا يمثل، ولا يحتفل بالأهداف في حالة واحدة.. إن سجلها في مرماه!
يبقى عدم احتفال كريستيانو أمر مقبول نوعاً ما، فقد كان مجرد فتى حين لعب معهم، واستمر في النادي لسنين، وقد يخجل من أن يحتفل وهم حزينون ربما! ومن ثم جاء بالوتيلي وقال إنه لن يحتفل لو سجل على انتر ميلان، لكنه وضع شرطاً، هو ألا تكون هناك هتافات عنصرية ضده! لكن ما حدث أن الجماهير تقيأت عنصريتها، وبالوتيلي لم يحتفل، لأنه لم يسجل، بل وتفنن في إضاعة الفرص! وأعتقد أن السبب أنه كان يفكر كلما سنحت له فرصة سهلة، بطريقة الاحتفال التي سينتقم بها من العنصريين!
أما بويان لاعب ميلان فقال “إذا سجلت هدفا في مرمى برشلونة فلن أحتفل به.. لقد أمضيت سنوات رائعة في ذلك الفريق ولا زلت أحتفظ بعلاقات مميزة مع زملائي السابقين”! ألا يفترض أن تلعب يا بويان أولاً لتسجل أهدافاً؟! وأقول لكل لاعب لعب يومين في فريق ومن ثم انتقل لفريق آخر وخرج يصرح بأنه لن يحتفل في حال سجل لأن لديه علاقات طيبة مع زملائه السابقين.. هل الاحتفال بهدف تسجله سيجعل زملائك السابقين يحزنون؟! لا بالطبع، وإلا فهم لا يحبون لك الخير! هم يحزنون لأن هدفاً دخل مرماهم، ولا يهم حتى إن سجله مدربهم! كما لن يهمهم إن رقصت الدبكة بعدها!
أنت تحتفل بالهدف لأنك سعيد، وليس للتنكيل بالفريق الخصم، وإن لم تحتفل، فذلك يضعك أمام خيارين؛ إما أنك حزين وهذه مصيبة، لأنك فضلت ناديك السابق على ناديك الذي تأكل منه عيش! أو إنك تمثل.. وزملائك السابقين يعرفون أنك تمثل، وكما يقولون التمثيل هو ألا تمثل!
عموماً، مديري السابق يعمل في موقع إلكتروني رياضي، وفي حال تفوق موقعنا على موقعهم في يوم ما، فإني واحتراماً له ولما كان بيننا من ود وعشرة وخبز وملح ومندي.. سأحتفل ثلاثة أيام بلياليها!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.