خلق مسلسل «عمر» للمخرج السوري حاتم علي، حالة كبيرة من الجدل والصخب لأنه يتناول قصة حياة «سيدنا عمر بن الخطاب» رضي الله عنه ولأن فكرة تجسيد الصحابة والأنبياء مازالت تتأرجح بين الرفض الشديد والتأييد المصحوب بالحذر.
ولكن إذا كان المخرج حاتم علي والمؤلف وليد سيف يتعرضان لهجوم شديد بسبب السير في هذا الاتجاه.. فهناك طرف ثالث يدفع ويسدد فاتورة كبيرة وهو الفنان بطل المسلسل «سامر إسماعيل» الذي يتعرض لكم كبير من كلمات الإعجاب والإشادة ويجني أيضاً لعنات من أصحاب الأفكار المتشددة.. ويبقي مشواره المهني محاط بالأشواك.. إما أن يختفي وإما أن يحافظ علي وقار وجلال الشخصية العظيمة التي طل بها علي الناس.
“الوفد” حاورت الفنان سامر إسماعيل تليفونياً حول ترشيحه لدور عمر بن الخطاب وكيف استقبل الفكرة وحجم ردود الأفعال التي تلقاها بعد عرض المسلسل.
عن ترشيحه لدور سيدنا عمر بن الخطاب قال: اشتركت أنا وممثل زميل في تجارب الأداء وكان المخرج حاتم علي هو الذي يتولي الإشراف علي هذه التجارب وإعداد الاختبارات وبعد أسبوعين من التدريب فوجئت بترشيحي لتمثيل شخصية سيدنا عمر بن الخطاب، والحقيقة أنني سعدت وفرحت بهذا الترشيح وفي الوقت نفسه تملكني خوف بلا حدود.. وطبيعي جداً أن يتملكني الخوف لأن هناك اختلافاً كبيراً علي مسألة تجسيد الصحابة ولكني توكلت علي الله واعتبرت التجربة بمثابة مغامرة كبيرة يجب أن أخوضها.
وعن القيمة التي يمثلها هذا العمل يقول: مسلسل «عمر» له قيمة كبيرة لأنه يقدم عظمة سيدنا عمر في إدارة شئون الناس والعمل أيضاً يرسخ قيماً عظيمة مثل العدل والحق والبعد عن العصبيات وفكرة التعايش السلمي.. بالمناسبة تعرضت وزملائي الممثلين للتهديد بالقتل والضرب ولكن إيماننا بعمق الرسالة التي يحملها العمل دفعنا للتمسك بالهدف والإصرار علي خروج المسلسل للنور.
وحول الاستعداد لتجسيد الشخصية والصعوبات التي احتوي عليها النص قال: بصراحة شديدة أنا معجب بالدكتور وليد سيف مؤلف العمل فهو شخصية متميزة في الكتابة، وصاغ حواراً متميزاً ومحكم التفاصيل وبذل مجهوداً كبيراً في الاطلاع علي عدد كبير من المصادر والمراجع القديمة للوقوف علي تفاصيل هذه المرحلة.. واستمتعت بدقة لتوجيهات المؤلف وتعليمات المخرج حاتم علي، إلي جانب هذا كله قرأت أكثر من عشرة مراجع حتي أغوص في تفاصيل الشخصية وأتعمق في فهم أبعادها.
وبسؤال سامر إسماعيل عن مشواره الفني بعد مسلسل عمر بن الخطاب، قال: قبولي تحمل بطولة مسلسل «عمر» فرض عليّ مسئولية كبيرة ويلزمني بمراعاة الدقة في اختياراتي الفنية ووضع معايير مهمة في الاختيار منها الابتعاد عن أي دور قد يسيء لهذه الشخصية بسبب حساسية الموقف وحفاظاً علي جلال الشخصية التي قدمتها في بداية مشواري الفني، وأعاهد جمهوري بأنني سوف ابتعد عن الأعمال الصادمة التي قد تعيدني للوراء.
وبشأن ما تردد عن أنه مسيحي ولا يصلح لأداء شخصية عظيمة في الإسلام، قال: أنا لست مسيحياً..أنا مسلم سني ولكني اختلف مع وجهات النظر التي ترفض الممثل المسلم أن يجسد دور شخصية عظيمة في المسيحية.. هذا كلام فارغ لأن «أنتوني كوين» جسد دور حمزة عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ليس مسلماً وصدقه الناس ونال إعجابهم.
وعما تردد حول توقفه عن التمثيل قال: بالفعل طبقاً للعقد مع الشركة المنتجة وتعليمات اللجنة التي أجازت العمل أنا متوقف عن التمثيل لمدة خمس سنوات.