صعد منتخب إيطاليا للمباراة النهائية ليورو 2012 بعد تغلبه على المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف في نصف نهائي البطولة، وأحرز هدفي الآدزوري ماريو بالوتيلي في الشوط الأول من اللقاء فيما أحرز للألمان مسعود أوزيل في الوقت بدل ضائع.
المنتخب الإيطالي بدأ المباراة بتغيير واحد عن الفريق الذي واجه إنجلترا وتمثل في نقل فيديريكو بالزاريتي للجانب الأيمن من الدفاع نتيجة إصابة إيجنازيو أباتي وإيقاف كريستيان مادجيو ولعب جيورجيو كيليني في الجانب الأيسر بعدما شفي من الإصابة التي أبعدته عن مواجهة إنجلترا في ربع النهائي، فيما فضل يواكيم لوف اللعب بتوني كروس في وسط ألمانيا على حساب توماس مولر وعاد ماريو جوميز للتشكيل الأساسي على حساب ميروسلاف كلوزه.
الـ20 دقيقة الأولى من الشوط شهدت تبادلًا للسيطرة والمحاولات الهجومية بين الطرفين وقد حلفت بالمتعة والإثارة وإن كانت الأفضلية نسبيًا لصالح الألمان خاصة في خطورة الفرص، فقد كاد المانشافت أن يتقدموا بالهدف الأول مبكرًا للغاية وبعد 5 دقائق فقط من صافرة البداية برأسية من ماتس هوملز لكن أندريا بيرلو أخرج الكرة من خط المرمى تمامًا قبل أن يتألق جيانلويجي بوفون وبمساعدة زميله أندريا بارزالي في إخراج التمريرة العرضية الممتازة من بواتينج من الجانب الأيسر لتمر الكرة أمام سامي خضيرة ومن ثم يعود حارس مرمى اليوفنتوس للتصدي للتسديدة القوية من توني كروس.
الطليان كانوا قد حاولوا عبر ماريو بالوتيلي لكن المحاولة الإيجابية الأولى كانت بتسديدة من ريكاردو مونتوليفو تلتها أخرى من أنتونيو كاسانو لكن مانويل نوير تصدى للكرتين بامتياز، ذلك قبل أن ينجح الطليان في استغلال فرصتهم الحقيقية الأولى بإحراز هدف التقدم بعد فاصل من المراوغة من جانب كاسانو ثم تمريرة عرضية متقنة وجدت رأس بالوتيلي الذي سدد بقوة نحو شباك حارس مرمى بايرن ميونيخ في الدقيقة الـ20 من اللقاء.
الألمان استحوذوا على الكرة في الدقائق الـ15 التالية للهدف لكن بالكثير من التوتر والتسرع وشيء من الصدمة بعد الهدف الإيطالي المباغت حيت تلك هي المرة الأولى التي يتأخر بها الفريق بالنتيجة في البطولة، لذا كانت محاولاتهم سهلة على الدفاع الإيطالي خاصة مع الاستسلام الكامل من جوميز داخل منطقة جزاء الآدزوري ومواصلة لاعبي الوسط التسديد على بوفون الذي تصدى لكرة جديدة أطلقها أوزيل. الدقيقة 34 كادت أن تشهد إحراز الطليان للهدف الثاني بواسطة مونتوليفو الذي استلم تمريرة بينية رائعة من كاسانو لكن الرعونة واختيار القرار الخاطئ جعله يُهدر الفرصة، وقد كاد أن يُعاقب بهدف التعادل الألماني عبر هجمة ألمانية رائعة انتهت بتمريرة عرضية متقنة من بواتينج نحو لوكاس بودولسكي لكن قدم بالزاريتي كانت الأسرع لتُخرجها إلى ركنية قبل أن يُطلق خضيرة تسديدة هي الأروع في المباراة لكنها من جديد تجد تصديًا أروع من العنكبوت الإيطالي.
صمود الدفاع وتألق بوفون كان له مكافأة خاصة من هجوم الآدزوري، ذلك بأن تمكن بالوتيلي من إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 36 بعد تمريرة طويلة رائعة من مونتوليفو إلى عمق الدفاع الألماني وجدت مهاجم مانشستر سيتي الهارب من مصيدة التسلل لينطلق نحو مرمى نوير ويطلق صاروخ موجه لم يستقر سوى في الشباك الألمانية.
سوبر ماريو احتفل بالهدف بخلع قميصه وقد كلفه ذلك البطاقة الصفراء، وكان للهدف كبير الأثر على اللقاء حيث أصاب نجوم وجماهير المانشافت بالكثير من الإحباط والتوتر وهو ما جعل الدقائق الأخيرة من اللقاء تمر دون شيء يُذكر خاصة مع ميل الطليان لتهدئة اللعب والخروج من الشوط بتلك النتيجة وهو ما حدث بالفعل.
لوف بدأ الشوط الثاني من المباراة بإجراء تغييرين أخرج خلالهما بودولسكي وجوميز وأشرك ماركو ريوس وميروسلاف كلوزه نجم لاتسيو والخبير بالدفاع الإيطالي، وقد ساهم ذلك التغيير في تحسن الهجوم الألماني كثيرًا بحيث بات أخطر وأشرس كثيرًا على الدفاع الإيطالي.
سيناريو الشوط الثاني من اللقاء بات واضحًا أنه سيكون دفاع إيطاليا مع هجمات مرتدة مقابل استحواذ وهجمات ألمانية، وقد كانت البداية بضغط مكثف في الدقائق الـ15 الأولى وعدد جيد من المحاولات الهجومية التي استبسل الدفاع الإيطالي في التصدي لها خاصة اختراق أوزيل وتمريرته العرضية من الجانب الأيمن قبل أن ينجح بوفون في التصدي لأولى الفرص الحقيقية في الشوط الثاني وكانت بتسديدة ممتازة جدًا من البديل ريوس في الدقيقة 62.
الهجوم الإيطالي حاول الرد بالهجمات المرتدة ولكنها لم تشكل خطورة تُذكر خلال الثلث الأول من الشوط الثاني، لكن البديل أليساندرو ديامانتي والذي شارك بدلًا من كاسانو نفذ هجمة جماعية مع ماركيزيو أنتجت الفرصة الخطيرة الأولى للفريق لكن لاعب وسط اليوفنتوس أهدر الفرصة بغرابة في الدقيقة 67 وبعد أن خرج مونتوليفو وشارك تياجو موتا.
وجود ديامانتي ومن ثم أنتونيو دي ناتالي الذي شارك بدلًا من بالوتيلي منح الهجوم الإيطالي جرعة من النشاط والحيوية ولذا بات أخطر كثيرًا في الثلث ساعة الأخيرة من اللقاء، فيما ظهر الكثير بل ربما نستطيع القول أنه سيطر الإحباط على نجوم المنتخب الألماني لذا أصبحت محاولاتهم الهجومية أقل شراسة وخطورة رغم اندفاعهم الهجومي الكبير وتركهم مساحات كبيرة في مناطقهم الخلفية.
الهجمات الإيطالية المرتدة هددت مرمى نوير كثيرًا وكادت أن تجعل النتيجة تاريخية لصالح الآدزوري، لكن ماركيزيو أضاع الفرصة الأولى بالكثير من الرعونة والفردية في اللعب قبل أن يُهدر ديامانتي فرصة جديدة بعدما تعثر في الخطوة قبل الأخيرة من النهاية الناجحة ومن ثم انفرد دي ناتالي من نصف الملعب واقترب من المرمى كثيرًا لكنه سدد إلى الخارج بغرابة، وأخيرًا نجح بالزاريتي في إحراز الهدف الثالث بتقدم نادر من الجبهة اليُمنى لكن راية الحكم المساعد أوقفت فرحته بداعي التسلل الموجود بالفعل.
ألمانيا حاولت في الدقائق الأخيرة وكادت أن تسجل بالفعل عبر كروس ثم كلوزه لكن بوفون وبمساعدة مدافعيه تصدى لجميع المحاولات الألمانية حتى تدخلت صافرة الحكم ومنحت ركلة جزاء للمانشافت في الدقيقة 92 بعد لمس الكرة باليد من جانب بالزاريتي داخل منطقة الجزاء، وقد تقدم مسعود أوزيل للكرة وسددها بنجاح ليُحرز الهدف الألماني الوحيد الذي أشعل اللحظات الأخيرة من اللقاء قبل أن تنطلق صافرة النهاية لتعلن صعود الآدزوري لنهائي البطولة وخروج ألمانيا.